عزيزي ..
السلام عليك
ثم أما بعد :
يبدو أن هذا “العالم” هو أسوأ مصيبةٍ حصلت لي بالمرة ،
وأسوأ ما صادف بائساً مثلي في مشوارٍ مُعاق الخُطى والطريق إذا ما أفترضنا أن شيئاً سواه صادفني !!ويمكنك القول أيضاً أن جناب حضرتي هو أسوأ شيٍ حصل لهذا العالم ، من باب ديمقراطية الرأي وباب إن صَدقت حقاً مزاعمهم عني (بعض أصدقائي)..
وبأمانةٍ لست على يقينٍ تماما بمدى صحة زعمهم .. فالحقائق غدت حمالة أوجهٍ -تصح كلها وقد تبطل- في هذا الزمن !!
أكتب إليك الآن والأفكار مسطولةٌ عالآخر ..
ولاتبشر سوى بأسطرٍ تالية تترنح قاذفةً وابلاً من شتائم السخط والتأفف عالفاضي والمليان ..
أتلصص بين حين وحين على هذا “العالم” المستفز بأحداقٍ مشمئزة جداً ، ورغبةٌ عارمةٌ للغاية في أنه آآخ لو فقط أستطع صفعهُ على قفاهُ !!
العالم صار معتوهاً بشكلٍ لا يُطاق .. وتصرفاته باتت تبعث حقاً على الجنون وأشياءٌ أخرى لا طاقة للغلابه بحملها ..
وجيوبي ما عادت خصبة بالصبر لأقنعني تحمل عيشي مع العالم يوماً آخر تحت سقفٍ واحد !!
وبأمانه .. ما لم تخني -وليتها- أعصابي نهاية اليوم وقتلت -هذا العالم- فتأكد بلا شكٍ أنني سأستبدلهُ لاحقاً بأي (خلاط طماطم) !!
العالم لم يعد كما عرفتهِ آخر مرة ..منذ باعت (سندريلا) “حذائها المسحور” لتشتري (آي فون) و(طلاء أظافر) من (كايرو مول) !!
ومنذ انتقل (الأنبياء) إلى رحمة الله ، وانتقلت (رحمة الله) من “أنبيائه” الموتى إلى أماكن لازالت تجهلها “أمي المُتعبة” إلى الآن …… و”الحكومة أيضاً (تصدق !!!!؟)
لم يعد كما كان، منذ أن تقاسم (إخوة الدم) -بالتساوي- دم أخيهم لبناً وخمراً على مائدة (العشاء الأخير)،
وتقاسم (إخوة الأرض) -بالعدل- أرض أخيهم ورقاً وعُهراً فوق طاولة (التفاوض اللا أخير) !!
لم يعد كما كان منذ أن تمايص بمضغ (العلكة) والكلمات ..
وخلعت عباءتها “القصيدة” وارتدت (جينزاً) ماجناً،
وترجلت عن صهوةِ الخيل والليل لتمتطي صهوة ال(شيفرولية) “فل أوبشن” !!
لم يعد العالم كما كان ..
فقد تحول إلى تاجرٍ جشع ، برقبةٍ مكتنزةٍ وكرشٍ منفوخ ،، تماماً كأي “تاجر” مُحترف الجشع !!
يحتكر الفرحة والأيام “الكويسه” .. يُغالي في ثمنها كثيراً.. ويرفض بيعها بالتقسيط أو عـ “الحساب”..
والبؤساء لا يملكون رصيداً في “سويسرا” ، أو في “وول ستريت” ، ولا حتى في دولاب (المدام)..
لا يربحون جميعهم (مليون قرداحي) ، ولا يفوزون بـ (أمير الشعراء) أو خادمهم حتى .. ولا يحالفهم الحظ بيانصيب (مسحوق غسيل)…. أي “مسحوق” !!
لذلك يتناسل طابور البؤساء طولاً وعرضاً كُل يوم.. وتتناسل في الأحداق خيبات الحُزن كُل ساعة، كما يتناسل الفساد في هذا البلد المعطاء -مع أني مش عارف يعني أيه (معطاء) دي !!-
حتى “الأحلام” الزاخرة بها “فاتريناته” .. أصبحت مغشوشةٌ فوق ما تتصور ..
تباع مزيفةً للغلابه الذين يتعلقون بقشة أيامهم الهزيلة .. يحلف في أعينهم -بروح المرحومة وكل عزيز وغالي- بجودة بضاعته رغم أني لم أصادف يوماً أي (مرحومةٍ) تمت لهُ بصلةٍ ليترحم عليها !! ولا أي “عزيزٍ” بالمرة !!
يحلف لهم بمتانتها .. يقسم على ذلك مرات .. وعند أول استخدامٍ تنفجر بلا هوادة في وجه المستهلك وبلا “إحم أو دستور”..رغم اتباع كل ما أخبر به “الكاتلوج” اللعين وبحذافيره .. حذفرةً حذفره !!
تنفجر اللئيمه في أول تحليقها بالفضاء ليسقطوا معاً ثلاثتهم .. وتبقى مرفرفه وحدها قهقهة الحظ الساخرة ..
والبائسون لا يملكون ثمن (باراشوت) يقي أحلامهم شر السقوط .. ولا حتى ثمن (ساندويتش فلافل) !!
وجه العالم تغير كثيراً .. كثيراً ..
لم يعد كما فاجأكِ آخر مرةً ذلك الوجه القبيح ..
صار أكثر قبحاً من ذي قبل .. وأكثر بشاعةٍ بكثير !!
اتسعت تجاعيد الشوارع بشكلٍ مستفز ..
وأثقلت مضاجع الفُقراء كاهل أرصفته ..
وبدأت تنوء بوحشتها قصص الحرب وأناشيد الموت، في عينيه الغائرتين !!
تفاقمت البثور على ملامحه ، وتناسل القيحُ فيها كما يتناسل الجياع على موائد جوعهم ..
ولا شيء حتى الآن استطاع أن يخمد ثورة القُبح هذه .. لاشيء يا عزيزي،
رغم إسراف استعمالهم (مراهم الأساس” و “كريمات الأساس، و”أحجار الأساس”)
ورغم سقوط الكثير من المباني والمبادئ والمزابل والعروش لأنها كانت (بلا أساس) بالخالص !!
أشياءٌ كثيرةٌ تغيرت في جيوب هذا العالم الذي لم يعد يؤمن لهُ جانب ويصدق له عهدٌ ..
وحقائق أكثر خلعت تقواها وصارت (ماجنةً) يحكيها التاريخ بكل “مياصةٍ” على حائطهِ ،
ولازال الناس يشربون هزيمتهم وخيبتهم وكذبتهم بخشوعٍ ، ثم يحمدون الله على العافية و(كثرة الهمجية) !!
(سندريلا) لم تعد تبحث عن (فردة حذائها المفقودة) في غابات الأحلام ..
ولم تتعثر مصادفةً بأي (أميرٍ) يحمل (فردتها) بحثاً عن صاحبته ..
تعثرت فقط بشقيقها على الباب يقذفها بالسباب وخالعاً في يده (فردتهُ) .. ليس للبحث عنها ،
ولكن ليشتم أهل اللي جابوها بأنه (كنتِ فين لحد دلوقتي !؟؟) ..
تعثرت فقط بمطب واقعها السخيف ، لذلك اكتفت بشراء زوجٍ رخيصٍ من الشباشب، وتزوجت بجارهم المعلم (زلطة الجزار) !!
و(الذئب) -المسكين- لم يأكل (يوسف) يومها .. ولم يأكل شيئاً بعدها بالمرة نظراً لضيق الوقت ..
فبقية (أبناء يعقوب) كانت شهيتهم عالية .. فالتهموه بعجلٍ ليلتها على “العشاء” حد إصابتهم بـ(التخمة) !!
(الأقزام السبعة) .. توقفوا عن إعالة (سنو وايت) منذ بدأت الثورة متحججين بارتفاع الأسعار .. فطردوها مع سيل شتائمٍ لها “واللي خلفوها” !!
(صلاح الدين) نسخة اليوم وافق على مسألة التطبيع ..
وبعد ورشة عمل أخرى ، أقنعوه قاطني (البيت الابيض) ” بأنه لا فرق ياولدي بين (الوطن و الاستيطان) بحجة أنهما محضُ اشتقاقٍ من جذرٍ لغوي واحد ..
ولذا تم التوقيع على أنه “بسم الله الشافي ووطنٌ حافي” فإنه لا فرق بين (الدولة والمخيم) !!
نقطة