[button color=”red” size=”small” link=”https://cdn1.iconfinder.com/data/icons/education-outline-8/64/School_Study_Student_Education_Pencil-512.png” icon=”Pencil” target=”false” nofollow=”true”]اسماعيل السعيد [/button]
نال في الأونة الاخيرة كثير من أهتمام العرب بما ينشره رجل الاستخبارات الصهيوني السابق “إيدي كوهين” على حسابة الشخصي «تويتر»، حيث إن الكثير من مرتادي «تويتر» باتوا يتفاعلون بشكل كبير مع تغريداته ويعيدون نشرها ويكتبون التعليقات عليها .
ونظراً لأن كوهين عكف على نشر مواد تُدين نظم الحكم العربية وتظهر خفايا علاقتها بالكيان الصهيوني ومدى تواطؤ هذه الأنظمة مع تل أبيب في حربها على القضية الفلسطينية، فإن هذا عزز الإقبال على حسابه، حتى بات يحظى بثقة الكثير من الأوساط من متصفحي المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، على اعتبار أن الجمهور العربي يتبنى بشكل مسبق وتقليدي شكوكاً إزاء هذه الأنظمة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كوهين يعمل كشخص مستقل؟ وهل حقا كل ما يعنيه هو أن يعي العرب بحقيقة حكامهم أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟
من المهم أولا الإحاطة بنبذة عن كوهين .
لقد خدم كمجند عملاء في وحدة «504»، المسؤولة عن تجنيد العملاء والتحقيق مع الأسرى في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية المعروفة بـ «أمان»، وهذه الوحدة ارتكبت جرائم مروعة ضد آلاف الأسرى العرب في الحروب مع الكيان الصهيوني وفي الفترات التي تفصل بينها، ناهيك عن أنها استخدمت أحط الوسائل في محاولاتها لإسقاط بعض العرب في براثن العمالة للاحتلال.
وقد تقلد كوهين مناصب كبيرة داخل «أمان»، قبل أن يتم تسريحة من الخدمة العسكرية وينضم للعمل الأكاديمي، شأن الكثير من رجال الاستخبارات الصهاينة.
ونظرا لتوجهاته اليمينية المتطرفة، فقد انضم كوهين إلى «مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية»، التابع لجامعة «بار إيلان»، التي تعد معقل اليمين الديني المتطرف في الكيان الصهيوني.
إن الذي يدلل على أن كوهين يعمل في إطار تحرك رسمي صهيوني للتأثير على الوعي الجماعي العربي وتحقيق اختراقات استخبارية في صفوفهم حقيقة أنه لا يمكن أن نتصور أن يقدم رجل استخبارات صهيوني سابق، يعي أن الأنظمة التي يهاجمها ويكشف عوراتها ترتبط بشراكات إستراتيجية مع الكيان الصهيوني، دون أن يكون الأمر منسقا مع الدوائر الرسمية في تل أبيب.
الحملة التي يشنها كوهين تندرج في إطار حرب الوعي والمعلومات التي تشنها إسرائيل على رجل الشارع العربي لتثبيطه وتيئيسه من خلال محاولة إقناعه بعبثية مواجهة الكيان الصهيوني، ولسان حاله يقول: «كيف بإمكان الجماهير العربية أن تحلم بمواجهة إسرائيل في حين أن أنظمة الحكم العربية ترتبط بهذا القدر من الشراكات معها»؟.
في الوقت ذاته، فإن كوهين من خلال اكتساب ثقة الجمهور العربي يمكنه أن يسهم بشكل كبير وضار جدا في حرب المعلومات التي تشنها المخابرات الصهيونية ضد المقاومة الفلسطينية والعالم العربي بشكل عام، عبر تسريب معلومات محددة لتحقيق هدف سياسي أو أمني،…الخ.
من هنا، فهو معني بكسب ثقة أكبر عدد من متابعيه العرب حتى يمرر رسائل محددة تنسجم مع أهداف هذه الحرب.
إلى جانب ذلك، فإن التواصل مع كوهين قد يمثل أقصر الطرق إلى السقوط في براثن المخابرات الصهيونية، حيث إن هؤلاء الشياطين لديهم الكثير من الطرائق التي تفضي إلى التوريط.
ويتضاعف هذا الخطر عندما يدور الحديث على شخص عمل لسنين طويلة في مجال تجنيد العملاء، مثل كوهين، حيث إن بإمكانه أن يساعد في إيجاد مسارات تفضي إلى إيجاد احتكاك بين ضباط المخابرات الصهاينة ومتابعيه على مواقع التواصل.
فمن خلال اعترافات الكثير من الفلسطينيين والعرب والإيرانيين الذين أدينوا بالتخابر مع إسرائيل في العقد الأخير، تبين أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أحد أهم الساحات التي توظفها الاستخبارات الصهيونية في الاستدراج لوحل العمالة والخيانة . فلماذا نستبعد ان حساب إيدي كوهين الذي عمل لفترة طويلة كمجند عملاء يلعب نفس الدور؟
الطامة الكبرى تتجسد في حال كان هناك عرب يتواصلون مع إيدي كوهين بشكل خاص عبر تقنية الرسائل الخاصة، لطلب المساعدة أو الاستفسار، ….الخ…
هذه ستكون وصفة مؤكدة نحو الإسقاط الأمني، حيث من المرجح أنه سيربط هؤلاء المغفلين بأشخاص ومؤسسات إسرائيلية بهدف تقديم المساعدة تكون في الواقع واجهة لعمل استخباري، وعندها تحدث الكارثة .
هذه مناسبة للتحذير من آليات التقمص التي تنتهجها المخابرات الصهيونية على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولاتها استدراج عرب للوقوع في وحل العمالة، وتقوم على تقمص رجل الاستخبارات شخصية ما لتضليل الشخص الذي يحاولون اسقاطه عبر تسهيل الاحتكاك به .
لا حاجة للقول إن تجاهل عدو مغتصب مثل الصهيوني أيدي كوهين تفرضه أبسط متطلبات الكرامة الوطنية وأوضح مظاهر الحصانة القيمية .