بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى
يُعتبَر الحبّ من العواطف البشرية العميقة، وهي من المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها، كما أنّ الكثير من الناس يعتقدون بالحب من النظرة الأولى، كما أنّ الحب يلعب دوراً كبيراً في حياة الجميع، وذلك لأنه من العلاقات العميقة والرومانسية، كما أنه معيار يعتمد عليه كثير من الناس في قرار اختيار شريك الحياة، كما ويصعب تعريف الحب لأنه ليس شيء، بل هو شعور اتجاه العديد من الناس مثل الأهل، والأصدقاء، والجيران، ومن الممكن أن يكون الحب سيء ومضلل، وخصوصاً إن كان بشكل غير متناسق ويُعتبَر الزواج بمثابة اتحاد رسمي وعقد قانوني بين شخصين من أجل توحيد حياتهما معاً في العديد من النواحي، منها الناحية العاطفية والاقتصادية، ويستند الزواج إلى العديد من العوامل الدينية، والثقافية، والشخصية؛ إذ إنّ الزوجين لديهما التزامات قانونية تستمر طوال الحياة، ومنها شرعية العلاقات الحميميه داخل إطار الزواج؛ مما يسهم في الحفاظ على الأخلاق، والزواج له العديد من الطقوس ومنها حفل الزفاف والشكليات التي تُصاحِبُه وأما الفرق بين الحب والزواج فهناك فرق ما بين الحب والزواج؛ إذ إنّ الحبّ يطغى عليه طابع الرومانسية وعدم الواقعية بشكلٍ كافٍ، على عكس الزواج الذي يغلب عليه طابع الواقعية مع وجود بعض الرومانسية، والمقصود بالرومانسية هي حالة وجدانية تُسيطرعلى الأفعال، وهي المودة والرحمة والحنان المتوازن، وليست المشاعر المُفرِطَة والتغنّي بالعذاب، أما الواقعية فهي الوسطية وعدم التطرُّف مع الاعتراف بوجود مشاكل بالحياة، مع القيام بالتصدي لها بموضوعية وحسن تقدير، والزواج حياة مستمرة قد يتخلّلها الملل، ولهذا يجب مواجهة ذلك الملل والعمل على التخلُّص منه، وفي حال وجود مشكلات؛ فيجب على المرء أن يتخلّص منها بشكل إيجابي من أجل أن تسير الحياة بشكل طبيعي وبسلام، أما الحبّ فإنّه يرتكّز على الأحلام الوردية؛ وذلك لأنّ الأحبة يعيشون في وقتهم الخاص الذي لا يحتوي على أي مشاكل حقيقية، لذلك يبدو الحب جميلاً وهو في الواقع غير ذلك والنظرة إلى الحب قبل الزواج في الإسلام فهى تُقسّم النظرة الإسلامية الى حب الرجل للفتاة قبل الزواج إلى قسمين؛ الأول هو أن يُحبّ الرجل الفتاة ويتّقي الله بها، وما إن يجد سبيلاً للزواج منها سوف يتقدّم لها ويتزوجها، والدليل على ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ)، وإن لم يتمّكن الرجل من الزواج بمحبوبته، فإنّه يصرف قلبه عنها حتى لا يُشغِل قلبه بما لا فائدة منه وأما النوع الثاني فهو الذي لم يجد القدرة على الزواج وعفاف النفس، فيتحوّل الحب إلى عشق مُحرّم للمحاسن والصور، ينتهي بعواقب وخيمة، ويظهر حب الصور والملذات عند الابتعاد عن محبة الله عز وجل، فإن امتلأ قلب الإنسان بحب الله دفع الله عنه ذلك المرض، ولهذا يُنصَح بعلاج الحب بشكل عملي عن طريق تحديد مصارف للشهوات، ويكون ذلك عن طريق الصيام، والاستشعار بمراقبة الله، وغضّ البصر، والزواج عند وجود المقدرة، مع التركيز على مقاييس الإسلام للمرأة الصالحة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ) وكذلك يُنصح بتجنُّب علاقة الحب المُحرّمة قبل الزواج لأسباب، منها: التعرُّض للكثير من المحاذير الشرعية خلال علاقة الحب، مثل: النظر، والخلوة، وكلمات الحب والإعجاب المليئة بالشهوات، كما أنّ الحب قبل الزواج قائم على العاطفة فقط؛ حيثُ لا يرى الطرفين عيوب أحدهم الآخر، وعند الزواج تظهر المساوئ والعيوب؛ ممّا يتسبب في ظهور المشاكل؛ مما يؤدي إلى تحطُّم الحبّ؛ بسبب عدم التعوُّد على التضحية وتحمُّل المسؤولية، وتكون النتيجة المُحتّمة هي الطلاق، ومن الممكن أن يُسبّب الحب قبل الزواج مشكلة في الثقة لدى الشباب؛ حيثُ يفر الشاب من الفتاة التي أحبّها بسبب عدم قدرته على الثقة بها، وفي حال تمّ الزواج فسوف يُصاب بالشك في تصرفاتها؛ لأنّه لم ينسَ خيانتها السابقة، ومن الممكن أن يفشل الزواج بين المتحابين؛ وذلك بسبب العلاقة الآثمة قبل الزواج، والتي كان لها أثر في عدم التوفيق في الحياة الزوجية.