
ما أشبه العراق و سوريا بالصين في مطلع القرن الماضي ..!
الجميع يعرف كيف إن دولة عظمى ك بريطانيا ، كانت لا تفعل شئ أكثر من أن تقتات على قوت الشعوب التي تستعمرها في مطلع القرنين التاسع عشر والعشرين !
هذا الكلام لا طائل منه ولا جديد فيه ،
الجميع يعرف أيضاً كيف أن مملكة عظمى ك بريطانيا كانت تتخذ في ذلك الوقت من دولة مغتصبة كالصين ، مكان مثالي لترويج المخدرات التي كان يقوم بصناعتها وتوزيعها عواطلية لندن على مدمني الصين !
وكيف إنهم أي البريطان كانوا يبرطعون هناك كما يحلو لهم ، كما يبرطع الفأر السعيد في بيت العسل الحزين ، مستمتعين بكل هذه المهلبيه الصينية الحالمة .
كانوا كذلك ، إلى أن انتبه الحاكم الصيني العظيم الذي لا أذكر اسمه أن أبناء شعبه أصبحوا نيام ، وإن إنتاجيتهم باتت ضعيفة ، وان نسبة البطالة زادت في الوطن !
عندها كان لزاماً عليه – أي الحاكم الصيني – كرجل صيني حكيم ، أن يجابه هذه المشكلة في أسرع وقت . لهذا كان عليه ان يقرر من فوره في الشجب والاستنكار ، الخ !
لكن بدون طائل او فائدة .!
إلى أن قرر الحاكم الصيني “الذي ما زلت لا أتذكر اسمه” أن يتخذ خطوات عملية حقيقية ،
لهذا بدأ في مُصادرة السفن البريطانية المحملة بالأفيون ، بل ومحاكمة البريطانيين المُهربين أنفسهم وإعدام العديد منهم ، ضارباً بصمته العليل عرض الحائط .
لكن يبدو إن السيد الحاكم الذي أحاول أن اتذكر اسمه ، لم يكن يدرك وقتها القوة الحقيقية التي يواجهها ،
وهذا إن دل على شئ ، فإنما يُدل على إن الحاكم الذي احاول كسابق المحاولات لأتذكر اسمه ، كان يُفضل تناول الحشيش الوطني ، على شرب الأفيون البريطاني .
فقراره الشجاع كان مفهوماً للعامة رغم كل شئ ، إذ انهم في تلك المرحلة كانوا قد اقروا ضمنياً مع حاكمهم أن “نموت – نموت – وتحيا الصين” !
ببساطة نستطيع أن نقول ان الشعب الصيني كان طموح ، يحكمه رجل متفائل .
خصوصاً وانهم لم يدركوا حينها أن بريطانيا لم تهضم بسهولة تلك “الاهانة الصينية” ، وكيف أن بريطانيا لم تستوعب ان دولة تحتلها “حقيرة” كالصين ، تقوم بمصادرة أفيون الملكة العظيمة فيكتوريا .
وهكذا وكما تعرفون قامت رحى الحرب بينهما .
كان ذلك بعد أن حصلت بريطانيا على تأييد أوروبي من دولة مهمة آنذاك ك فرنسا ، بل وبموافقة أعتيادية اميركية ضمنية تطنيشية .
كانت نتيجة الحرب معروفة سلفاً ،
وحده الحاكم الصيني المتفائل لم يكن يعرف .
حتى ان الحاكم الصيني لم يعرف انه بعد سنوات مديدة سيحدث شيئ مماثل في دول أخرى يسمونها العراق وسوريا .
تمكن البريطان في تلك الأيام سريعاً من فرض وصايتهم على الصين ، بل وطالبوا الدولة الصينية بتعويضها عن ثمن “الأفيون الملكي العظيم” الذي صادرته الحكومة الصينية قبل الحرب .
لم يكتفوا بذلك أيضاً ، بل أخذوا يطالبون باعتقال وسجن وإعدام كل أطراف المقاومة الصينية ، أولئك الذين كانوا السبب في هذا الشقاق العرفي الذي حدث بين أفيون الملكة فكتوريا الغبية ، وأبناء الشعب الصيني الساذج .
لا أسخر هنا ، فكل هذا حدث بالفعل .
رفض الصينيون حينها هذا الطلب الغريب ، بل واخذوا يتهكمون أمام العالم كله على المطالب البريطانية اللاسعة .
مساكين هؤلاء الصينيون ، لم يعرفوا أبداً إن هذا سيكون آخر تهكم يمارسوه في حياتهم .هذا لأن القوات البريطانية قامت بإحتلال “شنغهاي” في نفس السنة 1842م ،
وكما فعل ويفعل المُحتل عادة قام البريطان ايامها ، بارتكاب مثل ما ارتكبه الأميركان في العراق والروس في سوريا .ليس هذا فقط .
بل فرضت بريطانيا عقوبات على الصين ، بعد أن قامت بضم هونج كونج إلى رحي مملكتها ، كما فرضت على الصينيين آنذاك دفع عدد من الغرامات الحربية الضخمة .
عندها أيقن الحاكم الصيني – شانو او شئ من هذا القبيل – انه في مأزق حقيقي ، ما اجبره على أن يحلق شاربه بسرعة قبل أن يقوم بمدح بريطانيا وتملقها ، طالباً منهم العفو والسماح .
مؤكداً لهم انه عيل وغلط ، وانه “مش حيعمل كدا تاني” .
تماماً، كما فعل ويفعل حكامنا الأشاوس أصحاب الكراسي الجلدية في القصور الحاكمة هذه الأيام . ففضلاً عن الشراكة التطوعية “الخيرية” التي قاموا بها وما زالوا مع الطرف الأميركي والروسي العدو الصديق إبان تعاونهم مع المحتل في أقذر حرب عرفها التاريخ على العراق وسوريا ، هم أيضاً في ركوعهم الدائم مازالوا يستغفلون مواطنيهم بكل بجاحة وصفاقة ورخامة ممكنة .!
ومن التاريخ والكوسة .
نستطيع أن نقول بإن الحاكم الصيني ألذي مازلت لا اتذكر اسمه ، لم يكن بأي حال من الأحوال كحال رئيس العراق السابق المأسور صدام حسين ، والذي يبدو أن أميركا قد فرضت عليه عقاباً هو أسوأ ما نتخيل، بعد أن سلمته لثلة من أنصاف الممثلين في العراق لتجري عليه أسوأ محاكمة تافهة عرفها التاريخ .!
قرر الحاكم الصيني إنذاك بالاستجابة للمطالب البريطانية الغريبة ، وقام بمعاقبة مواطنية الشرفاء الذين تصدوا للأوامر الافيونية ، بل قام بسجن العديد منهم على اعتبار إنهم خطر داهم ومخيف على الأمن القومي الصيني .!واضح انه لم يفعل ذلك ، إلا لضمان وجوده كحاكم صوري لا أكثر . على وطن تم تكفينه بالكامل .!
كما أنه – أي الحاكم “شيان لونج” أخيراً والحمد لله افتكرت اسمه – لم يتوان عن أسر وقتل العديد من هؤلاء المقاومين الأحرار ، على أساس إن نفوذ هؤلاء الشرفاء قد يتسع ، وقد يشكل الخطر المريب على أمن وأمان الصين العجيب .!تماماً كما يحدث هذه الأيام في العالم العربي ، فالأحرار فيها ليسوا بحال أفضل على إيه حال من حال المقاومة الصينية، والتي رفضت يوماً ممارسة “التحشيش” على قفا الوطن .لهم الله وإن خذلناهم .
بعد ذلك، حاولت الصين أن تفعل ،
تفعل إيه .!
في الحقيقة مش فاكر .
عموماً هذا الكلام موجود في كتب التاريخ ،
حيث يقبع هناك ،
عندما يحلو له من وقت لآخر أن يكرر نفسه .!
عندما تجد من حين لأخر من يتساقطوا بتجارة التغييب والكذب عملاً بمقولة :
“من السهل أن تقود أمة مغيبة ، على أن تقود أمة فايقة مصحصحة” .!
Facebook Comments